رئيس الوزراءيشارك في الفعالية التدشينية للاحتفاء بذكرى المولد النبوي
اعتبر رئيس الوزراء يوم المولد النبوي الشريف على صاحبه وآله وأصحابه أفضل الصلاة وأزكى وأتم التسليم يوماً عظيماً على الأمة الإسلامية في شرق وغرب الكرة الأرضية.
وأشار رئيس الوزراء أثناء مشاركته اليوم في الفعالية الحكومية التدشينية بذكرى المولد النبوي، إلى أن تمجيد الرسول الأعظم الذي أعاد للأمة العربية قيمتها من خلال الدين الإسلامي الحنيف وتعاليمه وقيمّه ومبادئه الرفيعة، ليس بالأمر الغريب على الشعب اليمني الذي ظل يحتفي بهذه الذكرى على مدى قرون مديدة.
وقال “ينبغي أن نحتفي بهذه الذكرى وأن يٌبجل فيه يوم كهذا له علاقة بكرامة الإنسان كإنسان بعيداً عن الأفكار المتطرفة التي جاء بها الفكر الوهابي الذي اعتبر ذلك بدعة”.
وأضاف “نحن نجّل كل الشخصيات التي أعادت لهذا اليوم رونقه وهذه اللحظات بسمتها، فهناك من يحتفي بمولد أشخاص فما بالكم عندما نحتفي بمولد أنبل وأشرف من خلق الله وهو المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم”.
ولفت بن حبتور إلى أهمية أن ترتبط مناسبة المولد النبوي بمجموعة من السلوك والمتطلبات التي ينبغي أن تتوافر في أي مسلم والمسئول على وجه الخصوص .. موضحاً أن الرسول الكريم تمكن في 23 عاماً فقط أن يؤسس دولة المدينة المنورة على أسس اقتصادية وإدارية تعد من أفضل التجارب الإنسانية.
وقال” إن الدولة العربية الإسلامية التي حكمت شرق وغرب الكرة الأرضية كان جذرها دولة المدينة المنورة بغض النظر عن الملحوظات المأخوذة على هذا العهد أو ذاك التي فعلا هي جزء من تاريخنا الطويل”.
وأضاف” نحن معنيون أن نقنع الناس وبعضنا البعض بأن هذا يوم عظيم ومبارك تتجلى فيه مجموعة من القيم الإسلامية والأخلاقية التي ينبغي ربط حياتنا بهذا والعمل على تجذيرها “.
وتحدث رئيس الوزراء في سياق كلمته إلى الاستقبال الرسمي والشعبي للأسرى في مطار صنعاء الدولي .. وقال “تابعتم وتابع العالم كله مدى اهتمام المجلس السياسي وحكومة الإنقاذ ومجلس النواب بالأبطال واستقبالهم بكل ما يمكن أن تستقبل به إنسان عزيز وكبير”.
وأكد أن الأبطال الذين عادوا من جبهات المواجهة كان استقبالهم يليق بما قدّموه من عمل بطولي وباستبسالهم في الدفاع عن الوطن .. مشيراً إلى الحالة التي كان بها الطرف الآخر وهو يستقبل أسراه وحالة البؤس والانهزام والانكسار التي ظهروا بها.
وندد رئيس الوزراء بالإشاعات التي أطلقها الطرف الآخر وتحدثه عن وجود خلافات وتباينات في الطرف الوطني .. مؤكداً أن الجميع في الجبهة الداخلية متوحدين ومتماسكين ومتآزرين يقاتلون من أجل كلمة واحدة هي الدفاع عن الوطن وعزته.
ولفت إلى أن الطرف الآخر قد تمزق وتفرق إلى عشرين فريق فيما الطرف المقاوم تحت قيادة قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، يواصل معركة العزة والشموخ.
وأوضح الدكتور بن حبتور أن الاحتفال بذكرى المولد النبوي برئاسة الوزراء، بداية انطلاق البرنامج الإحتفائي بوزارات حكومة الإنقاذ والمحافظات والذي سيبدأ من يوم غد الأحد .. معبراً عن شكره لأمين عام مجلس الوزراء وزملائه الذين رتبوا لتنظيم الفعالية.
وفي الحفل الذي حضره نائب رئيس الوزراء لشؤون الرؤية الوطنية محمود الجنيد وعدد من أعضاء مجالس النواب والوزراء والشورى ونواب الوزراء ووكلاء وزارات، ألقيت كلمتان من وزيري الدولة لشؤون مخرجات الحوار والمصالحة الوطنية أحمد القنع والعدل القاضي الدكتور محمد الديلمي، أشارا فيهما إلى أهمية الفعالية على طريق الاحتفال باليوم الأعظم مولد رسول الهدى محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
وتطرقاً إلى أن إحياء ذكرى المولد النبوي، يأتي بعد احتفال الشعب اليمني بأعياد الثورة اليمنية وعودة العديد من الأسرى الذين تم استقبالهم على ذلك النحو المشرف.
وتوجه القنع والديلمي بالتحية لقائد الثورة والمجلس السياسي الأعلى على الجهود الوطنية وحكومة الإنقاذ وأعضائها الذين صمدوا في ظل ظروف اقتصادية بالغة الصعوبة وحصار وعدوان لم تشهده حكومة قبلها.
ونوها بروح العزة والكرامة التي يتمتع بها اليمني الصامد في وجه العدوان والحصار، يقابلها الخزي والعار لمن ارتضى لنفسه أن يكون جزءً من العدوان على الوطن.
وأكد وزيرا الدولة القنع والعدل الديلمي أهمية استشعار الجميع لعظم المسؤولية الواقعة على عاتقهم تجاه الوطن والشعب ومواصلة إسناد الجبهات بالرجال والمال باعتبار المعركة هي معركة الوطن كله حاضراً ومستقبلاً.
فيما بارك أمين عام مجلس الوزراء الدكتور أحمد الظرافي عودة الأسرى إلى أرض الوطن وأسرهم .. وقال “على الجميع أن يفرح في هذه المناسبة لأننا في مقام الرحمة الذي ينبغي الاقتداء به والتمسك بمنهجه “.
وأكد أهمية التأسي بخلق الرسول ورحمته في تعزيز التكافل المجتمعي.
من جانبه اعتبر الشيخ محمد طاهر أنعم في كلمة العلماء، الاحتفاء بذكرى المولد النبوي استحضاراً واستذكاراً لخلق الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم الذي يعتبر سبب هداية البشرية للنجاة في الدنيا والآخرة.
وقال “نقلنا الرسول بجهاده وتضحياته وتعاليمه وإرشاده وسلوكه في ذلك الوقت الذي كان بها بين أصحابه في مكة والمدينة من أمة متأخرة ومتناحرة لا تساوي شيئاً إلى دولة حضارية كبيرة”.
وأضاف ” لم تمر أربعين أو ستين سنة بفضل البذور العظيمة للرسول الكريم عليه الصلاة والسلام إلا وقد أصبحت الأمة المسلمة عظيمة وصنعت مملكة وإمبراطورية بها المفكرون والعلماء والمخترعون و الفيزيائيون والكيميائيون”.
وأوضح الشيخ أنعم أن من تمسك بمنظومة الأخلاق والمُثل التي أنشأها الرسول الكريم نجا في الدنيا والآخرة .. داعيا إلى تطبيق تعاليمه ومٌثله وتصرفاته والإحسان إلى جميع البشرية من المسلمين وغير المسلمين ومواجهة الظالمين والمفسدين والمتغطرسين.
وحث على البذل والعطاء وأعمال الخير والاستفادة من هذه المناسبة الدينية الجليل في إعادة ربط الأمة بنبيها ووهجه وأخلاقه وسنته.
تخلل الحفل قصيدة شعرية وفقرة إنشادية.